19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.المرصفي: الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكمل الخلق.. والإساءة إليه توجب علينا التمسك بأخلاقه

14 أكتوبر 2012

** لا يجوز الاعتداء على الهيئات والمنشآت والسفارات أو استهداف الأشخاص

** الرسول صلى الله عليه وسلمأرسى قواعد الخير والأمن والسلام والتعارف بين الشعوب

** النبي نال من الحبّ والإعجاب ما لم ينله أحد لهديه الرشيد وصدق دعوته وأسوته الحسنة وارتباط منهجه بواقع الناس

دعا العالم الأزهري الجليل أستاذ الحديث وعلومه د.سعد المرصفي إلى مواجهة الإساءات البغيضة بحق الرسول صلى الله عليه وسلم بكل الوسائل السلمية والقانونية، واتخاذ الإجراءات والتدابير المدروسة التي تحول دون مثل هذا التجاوز غير الأخلاقي، مشترطا أن تكون ردود الفعل الإسلامية بأسلوب حضاري ونهج راشد ودون عنف أو إراقة دماء، ومؤكدا أنه لا يجوز الاعتداء على الهيئات والمنشآت والسفارات، ولا يجوز استهداف الأشخاص عملا بقول الله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى".

الحقد الأعمى

واستنكر د.المرصفي في حديثه لموقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية ما أسماه بالحقد الأعمى، والعداء السافر، من جانب فئة متعصبة حاولت النيل من مقام الرسول صلى الله عليه وسلم، وازدراء مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في شخص قائدهم ومعلمهم، رسول السلام والإنسانية الذي جاء هدى ورحمة للعالمين، وأرسى قواعد الخير والأمن والسلام والتعارف بين الشعوب.

من مناقب الرسول

وأشار إلى أن التعصب المقيت حال دون أن يدرك المتطاولون على رسولنا الكريم أنه انتقل بالبشرية نقلة نوعية من ظلمات الجهل والثأر إلى نور العلم واليقين والتعايش السلمي والحضاري بين المجتمعات الإنسانية، وأنصف المرأة، واسترد لها كرامتها وأهليتها وإنسانيتها، "النساء شقائق الرجال" في زمن شيأها الآخرون، وتعاملوا معها على أنها سلعة.

وتابع د.المرصفي رصد مناقب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: لقد دعا صلى الله عليه وسلم إلى نصرة المظلوم، ورد الظالم عن ظلمه، وقول الحق عند سلطان جائر، وإعانة المحتاج، وكفالة اليتيم، وإغاثة الملهوفين، وجعل معايير التفاضل بين الناس على أساس التقوى والعمل الصالح، وليس على قاعدة الجنس والعرق والنسب والجاه والسلطان، وأقر حقوق الإنسان قبل أكثر من 1400 سنة، واعتبر أن الدم والعرض والمال لهم حرمة خاصة لا تُمس ولا يعتدي عليها.

وشدد على أن مثل هذه الإساءات المتكررة لن تنال من مقام نبي عظيم بهذه المكانة الرفيعة، رسول الهدى والتوحيد، صاحب الدعوة الإسلامية التي انتشلت الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ؛ ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ؛ ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وسماحته، ومن الفوضى والهمجية ووأد البنات إلى الرقي ومكارم الأخلاق وإحقاق الحقوق لشرائح المجتمع كافة حتى البهائم.

محبة الرسول

وأوضح أستاذ الحديث وعلومه أن سيدنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم نال من الحبّ والإعجاب ما لم ينله أحد، وما ذلك إلا لهديه الرشيد، وصدق دعوته، وأسوته الحسنة، وارتباط منهجه الإسلامي الشامل بواقع الناس واحتياجاتهم الروحية والحياتية، وليس هناك أتباع لنبيّ من الأنبياء ارتبطوا بأنبيائهم تلك الرابطة القوية التي تربط المسلمين برسولهم العظيم، وليس بمستغرب أن تهب الأمة الإسلامية في جميع أرجاء العالم رفضا لهذا الفيلم الردئ، ودفاعا عن سيرته العطرة.

وأضاف: نحن في هذا العصر الذي تكثر فيه المكائد والفتن، وتدبر فيه حملات التشويه ، في أمس الحاجة إلى أن نسترشد بهديه في جميع خطانا ذكرا وصلاة وسلوكا، وإتباعا واقتداء وتأسيا واستلهاما لمواقفه وتوجيهاته النبوية الشريفة.

وتابع: أنه ما من مسلم يمر بضائقة أو يحزبه أمر ويعود فيه إلى الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بصدق وإخلاص، إلا وانقشعت غمته وزال همه وانفرجت كربته، ومن هنا نقول إن مقياس الإيمان بالله هو امتلاء القلب بمحبة رسول صلى الله عليه وسلم، وتلك هي قمة النصرة المرجوة، بحيث تغدو تلك المحبة متغلّبة على حب النفس والوالد والولد والناس أجمعين ، روي الشيخان وغيرهما عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين " .

وأكد العالم الأزهري أن الرسول صلى الله عليه وسلم بما كابده من مشاق وما عاناه من مكائد وما بذله من جهد مضن حتى وصلت إلينا الدعوة الإسلامية لجدير بحب أمتهن والذود عن عرضه، ولنا في صحابته الأجلاء الأسوة الحسنة، روي البخاري عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحبّ إليّ من كل شيء إلاّ من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده ! حتى أكون أحبّ إليك من نفسك " فقال عمر : فإنه الآن والله ، لأنت أحبّ إليّ من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر "

أكمل الخلق

ودعا أمة الإسلام إلى أن تدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم – كما ذكر ابن القيم- كان أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل ، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه ، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً لله وإخباره عن أسماء الرب وصفاته ، وأحكامه وأفعاله ووعده ووعيده ذكراً منه له ، وثناؤه عليه بآلائه وتمجيده وحمده وتسبيحه ذكراً منه له ، وسؤاله ودعاؤه إياه ورغبته ورهبته ذكراً منه له وسكونه وصحته ذكراً منه له بقلبه، فكان ذاكراً لله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه، قائماً وقاعداً أو على جنبه ، وفي مشيه وركوبه ومسيره ، ونزوله ومصيره ونزوله وظعنه وإقامته.

وشدد على أن مواجهة الإساءات توجب على المسلمين التمسك بأخلاق النبي صلى الله عليه، وجعلها نبراسا منيرا، نستضئ به في الظلمات، ونبدد به ما جلبته لنا المناهج المادية والوضعية من أفكار وتصورات لا تنسجم مع هويتنا وخصوصيتنا الثقافية والحضارية الإسلامية، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/المرصفي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت